الأحد، 11 ديسمبر 2016

الواقع والتنظير إياك أن تكون من ضحايا التنمية الذاتية self-development victims


في المسارح المعرفية اليوم نلحظ كمية الخرائط الذهنية التي تتبوأ سلم    الوصول للأهدافٍ محققة «على الصعيد التنظيري»، وتداعب مخيلة العقول الساعية للأهداف منشودة مرغوبة، ولكنها تنصدم حين تُطبق ما في الخرائط الذهنية من ومضات على أرض الواقع المعيش، فالميدان يختلف تكتيكيًا عما نهندسه في دينامية العقل، فالميدان بتموجاته الواعية تدفع بالخطوات الموضوعة في الخرائط الذهنية إلى إعادة تموضع كل حينٍ، بسبب التغييرات المفاجئة التي تحدث أثناء المسير إلى تحقيق هدفٍ ممكن نظريًا بيدَ لو استطعنا «خلق أهدف ممكنة من لا ممكنة» من رحم القراءات المتكررة للموقف بعينه، للآن إعادة القراءة يساعد على الفهم المجازي الذي بدوره يُشكل صورة عالية الوضوح والدقة للمشهد الذي حال دون نيل الهدف الممكن نظريًا للأجل ذلك يتحتم علينا بلورة الأفكار الإبداعية والدفع نحو تمنطق الأحداث الراهنة في فسيفساء التجاذبات الفكرية الدارجة على المسرح المعرفي اليوم، فيجعل المنظور العام للثقافة أنها عبارة عن مزيجٍ من المهام التي تُلقى على عواهنها من غير عنانٍ أو رسن! فديمومة الأفكار ذات الوجهة الصائبة تكمنُ في تمحيصها في قوالبِ الرأي والرأي الآخر، فمن دونِ ذلك تصبح بلورة الأفكار عملية أشبه بإخراج المارد من قُمقُمهِ، فتنحصر تلكم الأفكار الإبداعية في دوائر الاتهام بمسحة من الجنون العقلي، فالفكرة الدارجة تحت بند العبقرية لابد أن تخرج من عقلٍ به مسحة من جنونٍ، فمن دون ذاك الجنون لا يوجد شيء اسمه «بلورة الأفكار الإبداعية».

مشاري سعود





    إختر :
  • أو
  • للتعليق
ليست هناك تعليقات:
أكتب التعليقات