الأحد، 19 فبراير 2017

كيف تتحكم الجماعة في تفكيرك وقرارتك ؟




عقلان أفضل من عقل واحد. فعندما يجتمع مجموعة من الناس؛ بغرض التفكير واتخاذ قرار؛ نتوقع أن هذا القرار هو الأكثر صحة على الإطلاق.

لكن علماء النفس الاجتماعي يرصدون التفكير الجماعي باعتباره ظاهرة نفسية يرغب من خلالها أفراد المجموعة في تحقيق الانسجام والتوافق في المقام الأول.

إقرأ أيضا : كيف تتغلب على المشاعر السلبية و القلق ؟
               8 طرق لتصبح مفكرا مبدعا


قد يحتفظ المخالفون برأيهم امتثالًا لرأي الجميع فمحاولة الأعضاء الحد من الخلاف، والرغبة في اتخاذ قرار جماعي بغير تقييم لجميع الآراء؛ قد ينتج عنه في النهاية قرار خاطئ. فنتيجة لولاء الأفراد، تُقمع المناقشات حول الحلول البديلة، ويذوب إبداع الفرد والتفكير المستقل وسط الجماعة، ويسيطر يقين مزيف بـ«الحصانة» وإيمانهم باتخاذهم القرار الصحيح. وفي وجود قائد غير نزيه يصبح لدينا الوصفة المتكاملة لاتخاذ قرار كارثي.

هذا ما ذكره «إليوت أرونسون» في كتابه «الحيوان الاجتماعي» مشيرًا إلى ألمانيا النازية، كمثال صارخ على السلبية الممكنة، وفرض الزعامة على الجماهير؛ نتيجة للتشبع بالأوهام، والمبررات، وانعدام مسئولية الفرد، وهو ما يسوغ ارتكاب أفعال جماعية عنيفة.

تأثير المجموعة على السلوك الفردي

قد يكون من الأفضل أن تعمل منفردًا؛ فوجود الآخرين، إما أن يكون عاملاً محفزًا، أو مثبطًا لأداء الفرد وإنتاجيته، ويؤثر على سلوكه.

وجدت الأبحاث أننا نعمل بسرعة وكفاءة أكبر في المهام البسيطة والمعروفة للشخص؛ نظرًا لارتفاع نسبة التركيز والإدراك وهو ما يقلل نسبة الخطأ.

إلا أن التأثير ذاته يعد مثبطًا للأداء عن المعتاد في حالة المهام الصعبة، والتي يغدو الفرد فيها أقل استرخاءً، وأكثر قلقًا من العوامل المحيطة به، وإن كان محاطًا بفرد آخر فقط؛ وهو ما يجعله يرتكب أخطاء أكثر.

لذا تنصح الأبحاث في حالة أداء المهام التي تحتاج إلى تركيز مرتفع، وتتسم بدرجة أعلى من الصعوبة، بأن يعمل عليها الفرد بمفرده، والذي يكون حينها أكثر قدرة على الاسترخاء والتركيز وأقل تشتيتًا.

    إختر :
  • أو
  • للتعليق
ليست هناك تعليقات:
أكتب التعليقات