إذا كنت تطمح بعد قراءتك لهذا المقال أن تعلم كيف تبني مستقبلك لتحصل على وظيفة مثالية بمرتب مغرٍ فأنصحك بعدم استكمال القراءة، هذا المقال لا يتضمن أية نصائح عن اجتياز المقابلات الشخصية وكتابة السيرة الذاتية.
ولكن إذا أردت أن تصنع شيئًا يسهم في تغيير العالم، فنحن إذًا على اتفاق، ودعنا نحاول سويًا.
إقرأ أيضا : كيف تتحكم الجماعة في تفكيرك وقرارتك ؟
كيف تتغلب على المشاعر السلبية و القلق ؟
لا تكن ترسًا
في أي ماكينة تجد بها العديد من التروس، لن تعمل الماكينة بدون هذه التروس، ولكن ماذا لو تلف ترس ما، ببساطة سيستبدل آخر به.
فلا تكن ترسًا، لا تكن شخصًا يمكن استبداله ببساطة، في أي مكان تنتمي إليه كن ذلك الشخص الذي لا غنى عنه، قم بعمل الشيء الذي لا يمكن لأحد غيرك القيام به.
إذا كنت تمتلك مقهى ويعمل لديك أربعة نوادل، ثلاثة منهم يعملون فترات طويلة كأي نادل، الرابع ليس على نفس القدر من الاجتهاد ولكنه يتميز بموهبة فريدة، يستطيع التعامل مع أي عميل غاضب، يرضيه ويحول غضبه لتعاون ورغبة في المساعدة في ثوان معدودة وهو الأمر الذي لا يستطيع أي من زملائه القيام به.
الآن عليك طرد أحدهم، أشك أنك ستتخلى عن الرابع رغم أنه أقلهم اجتهادًا.
هذا النادل لا غنى عنه، هذا النادل يحدث تغييرًا في مجتمعه – المقهى –.
إذا كنت مدرسًا فقم بشرح درسك بشكل لا يستطيع أحد شرحه مثلك، إذا كنت كاتبًا فقم بكتابة مقال لا يستطيع أحد كتابته غيرك.
اسع لخلق شيء جديد، كن فنانًا فيما تفعله مهما كان، الأمر ليس مقتصرًا على الرسم والموسيقى، كل ما تفعله في حياتك فن؛ التسويق فن، الكيمياء فن، تربية أطفالك فن.
الفن هو خلق شيء جديد للتغيير، الفنان يبدع شيئًا جديدًا لتغيير من حوله للأفضل.
إذًا أول خطوة: قم بخلق شيء جديد لتغيير قلوب الناس، وعقولهم، وأفعالهم.
العمل الحر أم العمل الريادي؟
لا أظن أنك ترغب في العمل موظفًا في شركة أو منظمة ما كي تحدث تأثيرًا أو تغييرًا ملحوظًا في العالم، رغم أنه ممكن بالطبع.
ولكن إذا لم تُرِد أن تكون موظفًا، فحدد ماذا تريد أن تكون، هل ترغب أن تكون عاملًا حرًا أم رائد أعمال؟
ما الفرق؟
العامل الحر يمكن أن يكون لديه موظفون ولكن الأهم هو ما ينتجه هذا الشخص ولا شيء آخر، يركز على عمله المبدع. الكتاب، الروائيون، الممثلون، المتحدثون الجماهيريون، كل هؤلاء يحدثون تأثيرًا في العالم ولكن ما إذا توقفوا عن العمل يتوقف كل شيء، يمكنك المساهمة في صناعة المستقبل وتغيير العالم هكذا. مايا آنجيلو ومارتن لوثر كينج ساهموا في تغيير العالم هكذا.
رائد الأعمال يختلف قليلًا عن أنه يريد أن يخلق شيئًا أكبر منه، يركز على النمو المستمر، يقنع الناس بمشاركته أحلامه.
ستيف جوبز خير مثال، ساهم جوبز في صناعة المستقبل، بدايةً من نشأة آبل في جراج أبيه وصولًا إلى كونها أحد أكبر شركات العالم اقتصاديًا واجتماعيًا.
ريادة الأعمال قد تكون أفضل طريق لصناعة المستقبل.
ريادة الأعمال.. فكر مختلف
تختلف ريادة الأعمال عن إدارة الأعمال، كما يختلف رائد الأعمال عن رجل الأعمال.
ما يهم رجل الأعمال هو المنافسة في السوق، والربح المالي. ولكن رائد الأعمال هو شخص يستخدم حسه بالمبادرة وفكره الإبداعي واستعداده للمخاطرة في تأسيس شركة ناشئة لجعل الأرض مكانًا أفضل.
تعتمد ريادة الأعمال على عدة أشياء تميزها عن إدارة الأعمال منها:-
حل مشكة حقيقية في العالم:
قبل أن تفكر في تأسيس شركة، فكر أولًا هل ستساعد العالم بهذا؟
يؤمن رائد الأعمال أن العالم بدون شركته الناشئة سيصبح أسوأ مما هو عليه وهو بالطبع حقيقة وإن لم يكن فهو ليس برائد أعمال.
الإبداع:
بلا شك تطوير ما لديك هو أمر جيد، ولكن تذكر أن توماس إديسون لم يخترع المصباح الكهربي من تطويره المستمر للشموع.
يقول هنرى فورد إذا سألت الناس ماذا يريدون سيرغبون بأحصنة أسرع –
هذا لأن العامة ليسوا رواد أعمال، يفتقدون عنصر الإبداع، يشعرون بالمشكلة والاحتياج ولكن ليس لديهم المقومات الكافية ليكونوا رواد، هذه المقومات هى المبادرة والإبداع، لا أكثر من ذلك، ما قام به هنرى فورد أنه شعر بالمشكلة مثل أى شخص، وقرر أن يبادر ومن ثم فكر فى خلق شىء جديد، شىء مبدع لحل مشكلته، الإبداع ليس فقط تطوير خاصية أو ميزة فيما لديك، الإبداع هو خلق ما ليس لديك، الإبداع يحدث ثورة.
عدم المنافسة:
يخطىء الكثير من رواد الأعمال فى بدايتهم بالنظر لمنافسيهم ومحاولة التغلب عليهم، فى واقع الأمر رائد الأعمال لا ينافس بل يحتكر، إذا دخلت إطار منافسة الشركات الأخرى فأنت لم تقم بالنقطة السابقة (الإبداع)، أنت تخلق شيئًا جديدًا، لذا ليس لديك منافسين، إذا دخلت إطار المنافسة سوف يصبح كل ما يهمك هو أن تقارن نفسك به، وتحاول أن تتغلب عليه، ستنسى مهمتك الأساسية فى تغيير العالم وصناعة مستقبل أفضل، ابدء بالعمل فى سوق صغير جدًا واحتكره وتحكم فيه لكى تحدث التغيير ومن ثم ابدأ فى التوسع شيئًا فشيئًا، يمكنك أخذ فيسبوك مثالًا جيدًا هنا، بدأ بجامعة ثم بدأ يتوسع أكثر فى عدة جامعات ثم طلبة المدارس
انتشر الأمر فى جامعات أوريبية وأسيوية وأفريقية ثم غزا الفيسبوك العالم.
ستجد أغلب شركات العالم الكبرى اتبعت هذه الطريقة فى بدايتها أيضًا
كوكاكولا بدأت هكذا من صيدلية صغيرة، لفتت الانتباه بالمشروب المجانى الذى يعطيه للمرضى مع الدواء
فنادق ماريوت بدأت من عربة عصائر برتقال لطفل صغير، وهكذا
نشر الأفكار: التسويق الحديث
حضرت العديد من المحاضرات والدورات، قرأت عدة كتب ومقالات فى أساسيات التسويق غالبًا ما أجد تعريف التسويق على أنه عملية و إدارة علاقة الشركة مع العميل بشكل ربحى، ولكن أنا لا أقصد هذا التسويق لا أقصد التسويق التقليدى القائم على بحث السوق والمزيج التسويقى المكون من المنتج والمكان والتسعير والترويج الفرق بين التسويق التقليدى و الحديث أن التسويق التقليدى يعتمد على ما تملكه فى محفظتك أو حسابك البنكى.
التسويق الحديث يعتمد على ما تملكه داخل عقلك، لا يشترط أن تمتلك ميزانية ضخمة لإعلان تليفيزيونى أو ما شابه.
فقط عقلك هو الأهم، استثمر فى عقلك، بالقراءة بالتعلم والملاحظة والتجربة، بأفكارك الجديدة، تستخدم عقلك لتغيير ثقافة الناس، فالتسويق هو فن تغيير الثقافة.
التسويق هو نشر الأفكار، هو كيفية جعل الناس يؤمنون بفكرتك بقدر ما تؤمن أنت بها.
ستيف جوبز عمل بالتسويق، ماهتما غاندى عمل بالتسويق، مورجن فريمن عمل بالتسويق، ولكن كل منهم كان له هدف مختلف، قد يكون هدفك الربح المادى فى الأساس، إذًا فعليك نشر فكرة منتجك وجعل الناس تؤمن به فتتغير ثقافتهم تجاهك ويقومون بالشراء.
تلخيصًا: عليك أن تقوم بعمل شىء مميز لا يقوم به أحد غيرك، بادر بحل مشكلة فى مجتمعك لتغير من قلوب الناس وعقولهم وأفعالهم، أول الطريق أن تتعلم كيف تقوم بالمبادرة عن طريق انتهاج ريادة الأعمال، وأن تتعلم كيفية نشر فكرتك وجعل الناس تؤمن بها عن طريق التسويق الحديث.
والأهم من كل هذا، أن تتوقف عن الكسل وتذهب لعمل شىء قيم.
أحمد راشد
ليست هناك تعليقات:
أكتب التعليقات