يري غلاسر في نظريته العلاج بالواقع أن الناس عندما يعجزون عن إشباع إحدى الحاجتين الأساسيتين ، الحب والأهمية ، أو كلتيهما فإنهم يعايشون الألم النفسي psychological pain (Glasser 1965 p11) والألم يشير على مشكلة ويدفع الناس لمحاولة إزالته ، ومن الناحية الغريزية فإن الإنسان يحاول أن يزيل أو يخفض أو يخفض الألم من خلال الاندماج مع الآخرين .
إقرأ أيضا : غير حياتك بخمس خطوات بسيطة إبدأها اليوم
تعرف على مفاتيح الكاريزما الـ 3
إذا أمكن للفرد الاندماج بنجاح مع شخص آخر فإن مشاعر عدم الارتياح تتلاشي ويصبح هذا الشخص على الطريق المناسب لتعلم كيف يشبع حاجاته بفاعلية ، أما إذا كانت محاولات الاندماج مع الآخرين ( شخص واحد على الأقل تكون له هوية نجاح يندمج معه من يعايش الألم النفسي ) غير ناجحة فإن الفرد لن يكون قادراً على إشباع حاجاته للحب والأهمية ، وقد تزداد كمية الألم النفسي نتيجة ذلك .
أن الإخفاق في الاندماج مع الآخرين ، والذي يعد مطلباً بيولوجياً لإشباع الحاجات الأساسية ، يولد سلسلة لا تنتهي من الفشل ، حيث يؤدي نقص الاندماج مع شخص آخر إلى عدم القدرة على الوفاء بحاجات الفرد ( الحب والأهمية ) الأمر الذي يؤدي به إلى إنكار هذه الحاجات ، مما يؤدي إلى إنكار المسئولية ، وهذا يؤدى بدوره إلى إبعاد الشخص عن الاندماج الناجح مع الآخرين ، وتبدأ الدورة مرة أخرى ، وعلى سبيل المثال فغن الشخص (س) لا يندمج مع الآخرين ، وبذلك لا يكون بوسعه أن يشبع حاجته للحب ، ولذلك فإنه يختار أن يتكون لديه الخوف من الخروج من المنزل مما يجعله يلقى اللوم على المخاوف ، وهذه المخاوف تمنعه من وجود فرص الاندماج مع آخرين ، وهكذا تستمر هذه الحلقة المفرغة .
بنفس المفهوم القائل بأن النجاح يولد النجاح ، يمكن القول بأن الفشل يولد الفشل . ويمكن أن ننظر إلى السلوك غير المتكيف ( المضطرب ) على أنه نتيجة لانعدام المسئولية ، ونقص الاندماج مع الآخرين ، وعدم القدرة على الوفاء بالحاجات الشخصية .
ليست هناك تعليقات:
أكتب التعليقات